سورة آل عمران - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} لا اختلاف بين أهل التفسير أنه أول بيت وضع للعبادة، وإنما اختلفوا هل كان أول بيت وضع لغيرها على قولين:
أحدهما: أنه قد كانت قْبْله بيوت كثيرة، وهو قول الحسن.
والثاني: أنه لم يوضع قبله بيت، وهذا قول مجاهد، وقتادة.
وفي {بَكَّة} ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن بكة المسجد، ومكة: الحرم كله، وهذا قول ابن شهاب، وضمرة بن ربيعة.
والثاني: أن بكة هي مكة، وهو قول أبي عبيدة.
والثالث: أن بكة موضع البيت، ومكة غيره في الموضع يريد القرية، وروي ذلك عن مالك.
وفي المأخوذ منه بكة قولان:
أحدهما: أنه مأخوذ من الزحمة، يقال تَبَاّك القوم بعضهم بعضاً إذا ازدحموا، فبكة مُزْدَحَمُ الناس للطواف.
والقول الثاني: أنها سميت بكة، لأنها تَبُكُّ أعناق الجبابرة، إذ ألحدواْ فيها بظلم لم يهملواْ.
وفي قوله: {مُبَارَكاً} تأويلان:
أحدهما: أن بركته ما يستحق من ثواب القصد إليه.
والثاني: أنه آمن لمن دخله حتى الوحش، فيجتمع فيه الصيد والكلب. {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ} الآية في مقام إبراهيم أثر قدميه وهو حجر صلد؟ والآية في غير المقام: أمن الخائف، وهيبة البيت وامتناعه من العلو عليه، وتعجيل العقوبة لمن عتا فيه، وما كان في الجاهلية من أصحاب الفيل.
{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} معناه أنه عطَّف عليه قلوب العرب في الجاهلية فكان الجاني إذا دخله أمِنَ.
وأما في الإسلام ففيه قولان:
أحدهما: أنه من النار، وهذا قول يحيى بن جعدة.
والثاني: من القتال بحظر الإيجال على داخليه، وأما الحدود فتقام على من جنى فيه.
واختلفواْ في الجاني إذ دخله في إقامة الحد عليه فيه قولان:
أحدهما: تقام عليه، وهو مذهب الشافعي.
والثاني: لا تقاوم حتى يُلجأ إلى الخروج منه، وهو مذهب أبي حنيفة.
{وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً} وفي الاستطاعة ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها بالمال، وهي الزاد والراحلة، وهو قول الشافعي.
والثاني: أنها بالبدن، وهو قول مالك.
والثالث: أنها بالمال والبدن، وهو قول أبي حنيفة.
{وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} وفيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني (من كفر) بفرض الحج فلم يره واجباً، وهو قول ابن عباس.
والثاني: هو لا يرى حَجَّهُ براً ولا تركه مأثماً، وهو قول زيد بن أسلم.
والثالث: اليهود، لأنه لما نزل قوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنهُ} فقالواْ نحن مسلمون فأُمِرُوا بالحج فلم يحجوا، فأنزل الله هذه الآية.


{قُلْ يَا أهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ} فيه قولان:
أحدهما: أن صدهم عن سبيل ما كانوا عليه من الإغراء بين الأوس والخزرج حتى يتذكروا حروب الجاهلية فيتفرقوا، وذلك من فعل اليهود خاصة، وهو قول ابن زيد.
والثاني: أنه تكذيبهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وإنكارهم ثبوت صفته في كتبهم، وذلك من فعل اليهود والنصارى، وهذا قول الحسن.
{تَبْغُونَهَا عِوَجاً} أي تطلبون العِوَجَ وهو بكسر العين العدول عن طرائق الحق، والعَوَج بالفتح ميلُ منتصب من حائط أو قناة.
{وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ} فيه قولان:
أحدهما: يعني عقلاء، مثل قوله تعالى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]. والثاني: يعني شهوداً على ما كان من صَدّهم عن سبيل الله، وقيل من عنادهم وكذبهم.


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا} يعني الأوس والخزرج.
{إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} يعني اليهود في إغرائهم بينكم.
{يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14